الشخص والهوية نص ج.لاشوليي + المناقشة

الشخص والهوية جول لاشوليي
تحليل نص : جول لاشوليي
تأطير النص: يتأطر هذا النص ضمن مجزوءة الوضع البشري والتي نقصد بها كل ما يحدد الذات الإنسانية في مختلف مستويات وجودها، وينفتح مضمون النص عل مفهوم الشخص بإعتباره ذات واعية وعاقلة قادرة على التمييز وتتحمل المسؤولية وبالضبط فهو يعالج قضية هوية الشخص وربطها بالجانب السيكولوجي.

إشكال النص:

ماذا نقصد بالوضع البشري؟ وإن كان الشخص من أهم مكوناته فماذا نقصد بالشخص؟ وعلى أي أساس تقوم هويته؟ وهل هي ثابتة أم متغيرة؟

أطروحة النص:
كمقاربة لهذا الإشكال يلجأ صاحب النص إلى تأكيد أطروحته الأساسية التي مفادها "إن ما يجعل الشخص يدرك وحدة أناه وهويته إنما هو نتاج لأليات سيكولوجية وهي وحدة الطبع أو المزاج وترابط الذكريات من خلال عملية التذكر المرتبطة بالذاكرة فهوية الشخص إذن متغيرة لإرتباطها بالجانب السيكولوجي" ولتأكيد أطروحته إعتمد على بنية مفاهيمية قوية في مقدمتها:

المفاهيم:
الشخص: ذات واعية قادرة على التمييز وتتحمل المسؤولية
الهوية: هي ما يجعل الشخص هو هو أي التطابق والوحدة ونقصد بها هنا كل ما هو متغير في الذات ويرتبط بالجانب السيكولوجي.
الأنا: يقصد به الذات التي نحس بها والتي لها تجارب متفردة في الوجود.
الطبع: ويقصد به السمة العامة المميزة للشخصية في مواقفها وردود أفعالها وهي آلية نفسية تسهر على ضمان إلى جانب الذاكرة
الذاكرة: ألية نفسية أيضا شعورية تتجه نحو المستقبل

البنية الحجاجية البرهانية:
إعتمد لاشوليي على بنية حجاجية وبرهانية قوية في مقدمتها:
الإنطلاق من فرضية عامة ترى على أن "إننا نفس الشخص في كل الفترات عمرنا" مشككا في مصداقيتها ومستحضرا للوقائع التي تكذبها ومؤكدا على أن مايجعلنا نحس بهويتنا يعود إلى آليات ربط سيكولوجية تتمثل في دوام نفس الطبع أو المزاج وتربط الذكريات معتمدا في ذلك على مجموعة من الأساليب من بينها:
أسلوب الإفتراض: الإنطلاق من فرضية ترى أن هوية الشخص ثابتة.
أسلوب النقد أو الضحد أو التفنيد للتصور الماهوي الذي يؤكد الفرضية.
أسلوب الإستنتاج: هكذا، إذن مؤكدا على الجانب السيكولوجي كأساس تقوم عليه هوية الشخص.
الأساليب التمثيلية:
 النوم، ضربة على الرأس ـــــــ > فقدان الذاكرة.
المرض النفسي ـــــــ > الفصام.
وهي أمثلة من الواقع تثبت وتنفي مايتعلق بهوية الشخص.

إستنتاج:
هكذا يمكننا العقل مع جول لاشوليي على أن هوية الشخص ليست ثابتة بقد ماهي نتاج آليات ربط سيكولوجية تتمثل في وحدة الطبع أو المزاج وتربط الذكريات. إذن هل يمكننا الإكتفاء بهذا الموقف للتأكيد على تغير هوية الشخص؟

المناقشة:
إذا كان صاحب النص يتحدث عن هوية الشخص معتمدا على الآليات السيكولوجية وفق المنطق السيكولوجي، فإن هناك بعض المواقف لم تستطع أن تطأطأ الرأس بخضوع مطلق ونقصد بكلمة بعض أقطاب الفلسفة العقلانية وخاصة روني ديكارت الذي أكد في كتبه وخاصة في كتاب تأملات ميتافيزيقية إلى تأكيد قدرتنا على معرفة هوية الشخص وجوهره عن طريق العقل والتفكير وفي هذا يقول: "أنا موجود مادمت أفكر وقد يحصل أنني متى إنقطعت عن التفكير إنقطعت عن الوجود." فالكوجيطو هو خير المسالك التي يمكن الإعتماد عليها لإثبات هوية الشخص إنها مرتبطة بالعقل ومادام هذا الأخير نور فطري ثابت فإن هوية الشخص ثابتة، إن هذا التصور الماهوي لايقبله جون لوك الذي أثبت أن العقل صفحة بيضاء يكتب عليها عن طريق قلم التجربة عبرا مداد الحواس، إذ لاوجود لشيء في العقل لو لم يوجد في الحس أولا، فلكي أدرك هويتي  إذن يجب أن أعرف ما هو ثابت، فالهوية مرتبطة بالشعور والذاكرة أي أن أشعر بذاتي وبتجاربي الخاصة والمتفردة والذاكرة تعطيني أمتدادا لهذا الوعي في الزمن، هذا المر لا يوافق عليه شوبنهور الذي أثبت أن المظهر الجسدي متغير كما وجه نقدا لاذغا لجون لوك ولصاحب النص مبينا أننا في حالة الإصابة بالشلل أو فقدان الذاكرة قد نفقد الشعور والذاكرة دون فقدان الهوية، فأساس هويتنا هو إرادة الحياة لاأنها نواة وجودنا.

تركيب:
إن مفهوم الشخص مفهوم معقد تتدخل فيه جوانب مختلفة ومتعددة ولا يمكن ربط هويته بجانب واحد إذ لابد من تظافر كل هذه الجوانب، فالشخص إذن له قيمة. فأين تتجلى قيمة الشخص؟

إشترك ليصلك جديد الدروس والمواضيع!

هناك 7 تعليقات:

الأكثر تصفحا هذا الأسبوع

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة